بمناسبة مرور عشرين عاماً على حصولي رخصة القيادة الإماراتية، أحببت أن أشارككم قصة المحاولات الخمسة للنجاح و الحصول عليها، بدءًا من 4-10-2003 و حتى 30-4-2005، 574 يوماً ..
بالتأكيد، من كثر استعجالي على الرخصة، رحت أفتح ملف المرور في نفس يوم ميلادي الثامن عشر، 4-10-2003، من كثر الثقة في إني خبير و محترف سواقة، خصوصاً إن الوالد – الله يطوّل بعمره – كان مخليني أسوق السيارة قبلها بسنتين بدون رخصة قيادة أصلاً، و مبارك بن مصبح – رحمه الله – كان يخليني أسوق في شوارع أبوظبي، و سالم بن عضيل العامري – الله يطوّل بعمره – أيام الجامعة في شوارع العين 😏.
وصلت على دائرة المرور، قسم ترخيص السائقين، فتحت الملف، ما انفتح 😁، تفشّلت و رجعت البيت بسبب نقص ورقة مطلوبة لاستكمال الإجراءات بحكم إن إقامتي كانت إقامة طالب، بسيطة، جبت الورقة و رجعت ثاني يوم و أخذت الرمز المروري، و بدأت الرحلة ..
بدأت التدريبات مع مدرب باكستاني اسمه: نذير – الله يسهّل علينا و عليه و يرحمنا -، نذير ما طاقني من أول تدريب لأن كان موعد التدريب في الصباح الباكر جداً، و أنا الشخص الخطأ لمواعيد الصباح، و كل يوم تدريب نفس الحركة، يتصل فيني الساعة 06:00، عشان أكون صاحي الساعة 07:30، المهم، رحنا منطقة التدريب المتعارف عليها (للأساسيات) في أبوظبي في تلك الفترة، مواقف مصلى العيد، أكبر ساحات أبوظبي في فترتها.
سألني: معلوم كيف يسوق؟ قلتله: أنا ما في معلوم! قالي: ولا شي؟ قلتله: زيرو، معلوم نيّي!
بدأ يعلّمني أجزاء السيارة و الستيرنج و الجير و البنزين و البريك و الكلاتش، و هنا كانت المشلكة! أنا بعرف أسوق جير أوتوماتيك، خبرتي في الجير العادي، لليوم، صفر (إلا شوي 😎)! و كان أيامها ممنوع الشباب يقدموا على إمتحان بسيارة جير أوتوماتيك، فقط جير عادي 😁.
خطوات الحصول على رخصة القيادة أيامها كانت بسيطة جداً، إمتحانين فقط.
- الإمتحان الأول: باركينج جسر رِيوِس، إللي هو: صَف السيارة، الوقوف و التحرك على الجسر، و بعدها العودة للخلف و صف السيارة.
- الإمتحان الثاني: الشارع.
ما في أسهل من هذا!
المهم، أخذت درسين و رحت الإمتحان الأول، و نجحت! الحمدلله ..
هيا بنا إلى الإمتحان الثاني، أخذت عدد من الدروس مع نذير، أذكر كانت منطقة التدريب على السواقة (للشارع) في فترتها هي المنطقة خلف كارفور شارع المطار، منطقة السفارات، بسبب ترتيب الشوارع فيها، و تواجد عدد من الدوّارات و المطبات و التقاطعات، فكانت منطقة مناسبة للتدريب على حالات و سيناريوهات مختلفة في قيادة السيارة، و في معظم الأيام، هي نفس منطقة الاختبار (الإمتحان الثاني) قبل إنشاء مدرسة الإمارات لتعليم قيادة السيارات.
مرة، مرتين، ثلاثة، زهقت! قلت لنذير: هل تعتقد إني راح آخذ الرخصة – بإذن الله – و أسوق في هذه الشوارع؟ قالي: أيوا يعني إنت شو يريد الحين؟ قلتله: شارع حمدان، شارع خليفة و شارع إلكترا! هيا بنا إلى الزحمة! قالي: هازا ما يصير أرباب؟ هازا ممنوع سيارة مال تدريب يروخ مِنّاك، أسامة: يعني شو بيصير لو شافتنا الشرطة؟ نذير: هازا مخالفة مال أنا، أسامة: إذا وقفت على مخالفة مو مشكلة، و من يومها الدروس الباقية كلها في تقاطعات أبوظبي الرئيسية، قال منطقة السفارات قال.
هيا بنا نبدأ سلسلة التجارب:
التجربة (1 من 5):
رحت، طلعت في السيارة، عدلت الكرسي و المرايات و لبست حزام الأمان، بدأت أسوق، و أسوق، و أسوق، و أحس صوت السيارة صار عالي، و عالي، و عالي كثير، و عالي أكثر، و عالي أكثر بكثير، و أنا أسوق، راح الشرطي تطلع فيني و قال: بدّل جير ثاني 🤣🤣
قلتله أنزل و لا أكمل؟ قالي: إنزل إنزل راسب 🤣🤣
التجربة (2 من 5):
رحت تدربت كم يوم و قدمت موعد الإمتحان و رحت عليه، طلعت في السيارة، عدلت الكرسي و المرايات و لبست حزام الأمان، بس ما لحقت أسوق 😁😁.
الموضوع بسيط يا جماعة الخير، الشرطي قالي: إنطلق (حرف القاف كان باللهجة الإماراتية، نفس الأردنية و اليمنية) يعني مش قاف قلقلة، كانت قاف نفس حرف الـ G عند الإنجليز، فالشرطي قالي: إنطلـG، أنا لا إراديًّا قلتله: طلـG يمزع رقبتك 🤐🤐 قالي: شو قلت؟ قلتله: لا إرادياً والله عندنا في الأردن هذا الجواب مرتبط بالكلمة!
قلتله أنزل و لا أسوق؟ قالي: إنزل إنزل راسب 🤣🤣
التجربة (3 من 5):
هذا أنا في التجربة الثالثة، تدربت تدربت تدربت، و هم أرسب بعد مرّة، بس شو السبب؟
رحت تدربت كم شهر و قدّمت موعد الإمتحان و رحت عليه، طلعت في السيارة، عدلت الكرسي و المرايات و لبست حزام الأمان، و أسوق، و أسوق، يمين، يمين، يسار، يسار، فوق، إدعس، مثلث، مربع، L2، R1 مع مربع، كله تمام الحمدلله.
لغاية ما واحد من الشرطيين سألني: أنا وين شايفك قبل؟
أسامة: ما عندي فكرة! لا أذكر إني شايفك قبل!
الشرطي: والله أعرفك، إنت وين تداوم؟
أسامة: طالب في جامعة الإمارات.
الشرطي: إنت مال موقع نادي الجزيرة؟ صح؟ حق المواقع و المنتديات، صح؟
أسامة: صح ..
الشرطي: نحن نشجع نادي العين، إنزل إنزل راسب 🤣🤣
أتحدى حد عنده سبب رسوب أغرب من هذا في أبوظبي كلها 😎😎.
التجربة (4 من 5):
هنا كان في مشكلة بسيطة، في هذه الأيام و الليالي، أنا أخذت رخصة القيادة الأردنية، (طبعاً قصة لحالها إن شاء الله راح أكتبها تدوينة منفصلة)، و بنفس الوقت، أبوظبي صار لازم إمتحان نظري، فتأخرت شوي بحكم إني كنت في الجامعة في مدينة العين، و ملفي المروري كان في أبوظبي، المهم، خلصت دروس النظري و نجحت في الإمتحان و عدنا للتجربة الرابعة في الشارع.
رحت تدربت كم شهر و قدمت موعد الإمتحان و رحت عليه، طلعت في السيارة، عدلت الكرسي و المرايات و لبست حزام الأمان، و أسوق، و أسوق، يمين، يمين، يسار، يسار، فوق، إدعس، مثلث، مربع، L2، R1 مع مربع، كله تمام الحمدلله، و تمام التمام، صفّيت و خلّصت، إلا الشرطي على يميني يسألني: شو كان الشرطي إللي جالس ورا يسوّي؟
أسامة: يسجل ملاحظات.
الشرطي: لا.
أسامة: – و بكل ثقة طبعاً -، كان يسجل ملاحظات.
الشرطي: – و أيضاً بكل ثقة -، لا! كان يسوي بإيده جي (تْشي، يعني: هكذا، باللهجة الإماراتية).
— طبعاً الحركة هو مش عارف كيف أشرحلكم إياها، بس تخليوا إنها نفسها إللي بالفيديو هذا، بس باستخدام اليَدَيْن الإثنين —
أسامة: والله نحن تعلّمنا نحط المراية إللي في النص على السيارة إللي ورانا، مو على الراكب الخلفي.
الشرطي: لو إنت كنت تطالع المراية كنت انتبهت ليد الشرطي.
أسامة: أكرر: والله نحن تعلمنا نحط المراية إللي في النص على السيارة إللي ورانا، مو على الراكب الخلفي.
الشرطي: ما عليك، المرة اليايّة بتنتبه و بتنجح إن شاء الله، إنزل إنزل راسب 🤣🤣، المادة 14 (عدم استخدام المرآة أثناء القيادة).
أسامة: إن شاء الله يطلع حظي مع ضابط ثاني على خير 😏😏.
التجربة (5 من 5):
التجربة الخامسة كانت الأطول، و مليئة بالأحداث، خلص، جبت عذر طبي و حوّلت الإمتحان من جير عادي لجير أوتوماتيك، و قدرت أنقل الملف لإدارة المرور بمدينة العين.
و نقول بسم الله الرحمن الرحيم، أعطوني موعد للإمتحان بعد شهر و شوي أو شهرين، و أنا خلاص زهقت، آن لهذا الموضوع أن ينتهي.
دخلت على مدير إدارة ترخيص السائقين في العين و قلته: طلبتك قول تم! تطلع فيني الضابط و قالي: هاذي عند مجالس الشيوخ أخوي، هني نحن في المرور، آمر شو عندك؟
فقعت الضحكة بوجهه 🤣🤣 و قلتله: نقلت الملف من أبوظبي اليوم (السبت) و أبي أمتحت بعد يومين (الإثنين)!
الضابط: (وضعية عادل إمام في مدرسة المشاغبين)

الضابط: عندك شي مستعجل عليه يعني و تبى تفتك من شوفتنا؟
أسامة: زهقت، بخلص إمتحان الليسن و باقيلي إمتحانات الجامعة.
الضابط: والله ما نفشلك، و بالتوفيق في إمتحانات الجامعة.
وقّع الضابط على الإيصال و كتب الموعد الجديد و قالي بإمكانك تراجع الكاونتر الحين!
اليوم الموعود:
وصلت المرور، الإثنين 25-4-2005 07:00 مواصل، لأني لو نمت صعب أقوم على الموعد طبعاً، رحت على منطقة الإمتحان، سلمتهم الإيصال، طلعلي واحد بنغالي جنبي يسألني في قاعة الإنتظار.
البنغالي: إنت في تراي (امتحان) اليوم؟
أسامة: أيوا إن شاء الله.
البنغالي: إنت في 18 سنة؟
أسامة: تباً لك ياخي 🤣🤣 أنا قريب الـ 20 سنة، كان ملفي في أبوظبي و الحين نقلته على العين.
البنغالي: إنت مجنون؟؟؟؟ أنا في خمسة سنة داخل العين ما يحصّل ليسن، و يريد ينقل ملف داخل أبوظبي و ما يقدر!
أسامة: أسكت أسكت يا النحس إللي من أولها بوجهك.
طلعنا في الباص، و كان باص صغير، أقل من 10 أشخاص بحكم إن الجير الأوتوماتيك كان بس استثناءات للشباب.
و الآن مع فقرة إختيار: مع مين نبدأ؟
وصل الشرطي، تطلع عليّ و قالي: يا صغير تعال!
أسامة: إسمها يا قصير، مو يا صغير، واضح؟
الشرطي: و تنكّت بعد، آسفين تعال تعال تفضل نبدأ فيك.
طلعت في السيارة، عدلت الكرسي و المرايات و لبست حزام الأمان، و بدأت أسوق، السيارة كانت بعدها داخل مجمع المرور، فكان لازم أطلع فيها للشارع الرئيسي، و البوابة الرئيسية للمرور كانت جهتين، جهة مفتوحة و جهة مسكرة، فلما وصلت عند البوابة، الشرطي في جنبي نادى على شرطي البوابة و قاله: افتح البوابة لو سمحت.
شرطي البوابة: خليه يطلع فيها، ليش ما يعرف يسوق؟
شرطي الفحص: تقدر تطلع؟
شرطي البوابة: خليه يطلع و يضمن نص النجاح.
أسامة: نطيتله من الشباك: صارلي 4 مرات أخلص نص النجاح، خلاص هاتوا النجاح كامل 😁😁.
شرطي الفحص: – مرة ثانية – تقدر تطلع؟
أسامة: أقدر بس أخاف أشحف المراية من صوبك.
شرطي الفحص: تقدّم ما عليك.
الحمدلله طلعت منها و صرت على الشوارع الفرعية قبل ما أوصل الشارع الرئيسي.
دواوير (دوّارات) صغيرة، خذ يسار، أخذت يسار، يمين، يمين، دواوير صغيرة، وصلنا لنهاية الشارع الفرعي و داخلين على الشارع الرئيسي.
هدّيت السرعة و تطلعت إن ما في حد في الشارع الرئيسي و خلاص بدخل، راح شرطي الفحص دعس بريك بكل قوته و ضربت بالستيرنج! و قالي: وقوف تمام 🛑! ما شفت اللوحة؟ قلتله: مبلى شفتها بس شيّكت الشارع فاضي و خلاص، قالي: وقوف تام يعني وقوف تام. قلتله: حاضر، معك حق (طبعاً خلص صار لازم أعمل فيها المؤدب عشان أخلص إن شاء الله، بس أصبر عليّ).
المهم، دخلت الشارع الرئيسي، و استمر استمر استمر.
شرطي الفحص: إدعس (سوق بسرعة) 🏎.
أسامة: هاذي مقدور عليها.
شرطي الفحص: دوار خذ يسار.
أسامة: (أخذت المسرب الوسط) و دوّار يسار.
شرطي الفحص: إنت قوم بوظبي؟
قلتله: إيه، في شي؟ ولا ناوي تعمل فيني نفس التجربة (3 من 5) و قلتله القصة.
شرطي الفحص: لا لا، بس العين كلها دواوير، عشان جي المسرب اليمين يروح يمين و سيدا (الأمام)، المسرب الوسط بس سيدا، المسرب اليسار يروح يسار و رجوع.
أسامة: قلتله بوظبي المسرب الوسط يروح سيدا و يسار.
شرطي الفحص: أدري و معك حق، بس عشان تسوق في العين احفظ إللي قلتلك عنه.
أسامة: تمام.
كمل سواقة، كمل سواقة، ادخل الشارع الفرعي، إرجع الشارع الرئيسي، و دوووووووووووووب دحّيت بريك قوي ضرب راسه (شرطي الفحص) في السترينج إللي قدامه، طالعني و قالي: شو فيك؟ قلتله بس عشان أثبتلك إني فهمت درس الوقوف التام 🤣🛑! و هو يفقع ضحك أكثر منّي الحمدلله، توكّل توكّل الشيخ.
شرطي الفحص: خلاص وقف في هذا الموقف و اِنزل.
أسامة: شوف يا حضرة الضابط، الوقوف هنا ممنوع لأنه موقف باصات، بس بعد علّمونا في النظري إن إذا الشرطي أعطى توجيه أو أوامر في الشارع، فتلغى جميع الشواخص المرورية، طالعني و قالي: و حافظ الدرس بعد؟
أسامة: ترى زهقت و جاي أخلص و أنجح و أتوكل.
شرطي الفحص: إنزل و لف على الصوب الثاني.
نزلت و لفّيت، الشرطي يعطيني نتيجة الفحص و يقولي: ناجح بعد شو بقولك، الله يحميك و درب السلامة.
هــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــــــه ،، الحمدلله ،، تحقق الحلم ..
أذكر أخذت إيصال النجاح و رحت على الجامعة و كان بعده واصل الباص من السكن (أيام سكن المرخانية 1) و لقيت الأخ القائد الرفيق الثابت الصامد أسامة فواز الجبر بوجهي و نطيت على كتفه من الفرحة و بشّرته بالنتيجة الحمدلله، و – بإذن الله – أسامة الجبر راح يقولكم جملة في التعليقات شاركنا فيها يوم أخذ هو الرخصة.
حضرت محاضرة وحدة يومها، و نزلت أبوظبي آخذ السيارة و رجعت و كنت راح أعمل كارثة في الطريق و أنا راجع و ملتهي في مسجّل السيارة، و قعدت أسوق في الإيصال، و توقفت مرتين في أسبوع واحد من قبل ما أطبع الرخصة بتاريخ 30-4-2005 الحمدلله، سنتين و شويتين أسوق بدون رخصة (و عملت حادث مرة) و ما وقفتني الشرطة ولا مرة 🚨، و في الأسبوع إللي أخذت فيه الرخصة توقفت مرتين 🚨😎.
معلومة قد لا تهمك: يكاد يكون الشي الوحيد إللي سويته بحياتي بدون واسطة هو الرخصة الإماراتية، الحمدلله.
المهم، الصورة التالية ليس لها أي علاقة في المقال، و لكنني سعيدٌ بها! (تصوير: معاذ حباشنة).

اترك رداً على حسين إلغاء الرد