الغباء هو الافتقار إلى الذكاء، و الفهم، و التعلم، و الشعور، أو الإحساس، و ربما يكون السبب فطري أو مكتسب أو مُفتعل، و يُعرَّف الغبي في اللغة العربية بعدة ألقاب كالأحمق و المعتوه و الأبله و المغفل.
في هذه التدوينة، سوف نذكر قصة، أعتقد أنها – قد تكون – أغبى شيء فعلته في حياتي، لغاية اللحظة، و لكن السلوى في أنني سعيد جداً بهذا التصرف، بل و فخور به أيضاً الحمدلله ..
في إحدى الزيارات لحديقة دبي للدلافين (Dubai Dolphinarium)، بتاريخ 01-08-2020، كان أحد أجزراء العرض جميل جداً، جابوا الدلافين، و قالوا الحين راح نخلي الدلافين ترسم لوحة فنية!
و فعلاً، الدولفين الأول وضع الفرشاة في فمه و رسم خط أخضر، الدولفين الثاني وضع الفرشاة في فمه و رسم خط أصفر، الدولفين الثالث وضع الفرشاة في فمه و رسم خط أزرق، باقي الدولفينة الأخيرة، التي هي أم الدلافين الأول و الثاني و الثالث، مسكت فرشاة الرسم، و رسمت قلب حب فوق الثلاث خطوط، والله ما بكذب، هذا يللي صار 😁
الآن بدأت لحظة الغباء، بعد ما خلصوا اللوحة، حطوها في إطار (Frame) خشب عادي، و قالوا راح نعمل عليها مزاد، أنا فكرت الموضوع مسخرة و استعباط، طلع لا فعلاً مزاد، طبعاً أسامة بن زيد خلص، آن الأوان لإثبات إن حتى العباقرة في إلهم لحظة غباء، و كانت هذه هي اللحظة.
رفعت إيدي في المزاد أول واحد يشارك، راح واحد استرجى يزاود عليّ، كيف تسترجي تزاود على أسامة يا معتوه، رحت زاودت مرة ثانية، إلا طلع معتوه ثاني يزاود! يعني مش كافي إني دخلت بغباء، تروح إنت و إياه تكونوا مصرّين على إثبات إن: لا تحزن يا أسامة، فهنالك من هو أغبى منك!
رحت زاودت مرة أخرى و قلت: End it now!، وووووووو مبروك للسيد إللي لابس تيشيرت أزرق! حبيبي الله يبارك فيك، الله لا يردك، الله الله، أقسم بالله صَفَنت للحظة بللي سويته، ما لقيت أي تبرير لهذا الغباء!
المهم إن اللوحة جميلة جداً الحمدلله، و عندي قصة أحكيها و أقولها للأجيال القادمة، و أحلف إني دخلت مزاد على لوحة فنية، و ربحت المزاد بعد!

قصة أخرى سريعة: أذكر أثناء دراسة البكالوريوس، و في إحدى المواد، كنت قاعد أنا و الأخ القائد الرفيق الثابت الصامد أسامة فواز الجبر جنب بعض، لما بدأنا التعريف عن نفسنا في أول محاضرة، عرّفت في نفسي: أسامة زيد الحباشنة، و أسامة عرّف في نفسه: أسامة فواز الجبر، تطلعت فينا الدكتورة و قالت:
So Osama & Osama are sitting together ..
يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا إلهي، حقاً؟ كيف عرفتِ هذا؟ لقد عجز جميع علماء الاقتصاد الكلّي عن تفسير هذه الحالة، تخيلوا أيها السادة القرّاء لو أنها لم تقم بهذا الاكتشاف، كيف كانت ستكون حياتنا في هذه اللحظة؟ يا ريتك ما تكلمتي يا شيخة ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،، و رمضان مبارك ..
اترك تعليقاً