طيب، بعد أن انتهينا من قصة “الليسن الإماراتي“، آن الأوان أن نستمر في القيادة، و نشارككم قصة “الرخصة الأردنية”، تفضلوا معانا من أبوظبي لعمّان، و طبعاً بِدَع جديدة في الوطن.
الأحداث كانت في صيف 2004، أول صيف براجع فيه دوائر حكومية في الأردن، من الأحوال المدنية، المرور و الترخيص، الجيش و التعبئة، الأراضي، المتابعة و التفتيش، الكاتب العدل، و المحاكم! فكان فيه كمية استكشاف رهيبة في الوطن، إللي أنا أصلاً لا أفقه فيه كثيراً، لغاية اليوم، سوى أنه: ليس مكاني!
الحمدلله – تعالى – على جميع النّعم -.
بما إن ملف المرور و الرخصة كان مفتوح في أبوظبي، قلت خلينا ناخذها في الأردن و الدنيا صيف و نحن إجازة في الأردن و هينا قاعدين و الأهم من هذا كله: فيه واسطة!
طبعاً عشان نكون متفقين، خطوات الحصول على رخصة القيادة كانت بسيطة .
- الخطوة الأولى: تفتح ملف ثم امتحان تحديد مستوى.
- الخطوة الثانية: دروس النظري في معهد، ثم الإمتحان في المرور.
- الخطوة الثالثة: امتحان الشارع، و يشمل القيادة و صفّ السيارة في الموقف.
و عشان نكون متفقين أكثر، كل الخطوات في جهة، و “ما بعد الخطوات” في جهة مختلفة تماماً، استعدوا و خليكم مركزين لو سمحتوا.
بدأنا بالخطوة الأولى: رحت مع الوالد – الله يطوّل بعمره – على المكان المسوؤل عن ترخيص السائقين في الأردن، اسمه: النادي الملكي للسيّارات، تلاقينا مع الواسطة، إللي هو أحد الأقرباء من مكان ما في العشيرة، خلينا نتفق إن اسمه (تمويه): “محمد عين”.
قعد الوالد مع محمد عين، و أنا طلعت في السيارة الخاصة بإمتحان تحديد المستوى و معاي المقيّم، بدأت أسوق، طلعنا خارج أسوار النادي الملكي للسيارات، شوارع عمّان طلوع و نزول، و السيارة جير عادي (يحتاج أذكركم بمهاراتي في الجير العادي؟)، تطلع فيني المقيّم و قالي: عمّو إنت خذ الرخصة و لا تسوق في الأردن كلها 😁😁.
هو في مهارات معينة لازم تعرفها في الأردن، يعني مثلاً: لما تكون السيارة على نزول، ارفع رجولك عن البنزين و خلي السيارة تنزل لحالها، عشان لا تصرف بترول! الدوار للأقوى! يعني و هكذا! بالله عليكم وين يعني راح أتعلم هذه المهارات و أنا في أبوظبي؟
رجعنا على النادي الملكي للسيارات، و المقيّم قال لمحمد عين: ساعتين بس يا سيدي، إللي هو الحد الأدنى للتدريب 😎😎، ممتاز جداً، الحمدلله.
شو الخطوة التالية؟ تشوفوا معهد للنظري.
بدأنا بالخطوة الثانية: سألنا محمد عين وين في مكان قريب علينا في الجبيهة، قال في معهد عند سوق أبو نصير قريب عليكم، وصلنا عليه.
الوالد و أسامة: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
موظف المعهد: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
الوالد و أسامة: لو سمحتوا بنسجل في دورة النظري.
موظف المعهد: والله صعب، بدأنا اليوم فلازم تستنوا للدورة الجاي.
الوالد و أسامة: أفا، هذا و نحن محمد عين باعثنا لعندك!
موظف المعهد: والله؟ إنتوا بتعرفوا محمد عين؟ خلص خلص والله غير أعملّك كشف لحالك و أبعثه هسه للنادي الملكي للسيارات، أعطيني هويتك يا أسامة لو سمحت.
الوالد و أسامة: تفضل.
موظف المعهد: شو بقربلك الدكتور فلان الحباشنة؟
أسامة: عمي، أخو الوالد.
موظف المعهد: والله ما بتدفع، و عمّك كان معالجني زمان و و و و و و و.
الوالد و أسامة: لا والله هاذي بينك و بينه، فياريت تقول كم الحساب لو سمحت.
موظف المعهد: لا والله و و و و و و و و وو و و و و و و
الوالد و أسامة: تفضل الفلوس و شوف كم الباقي لو سمحت، بلاش ما نطوّل السالفة، متى بتبدأوا؟
موظف المعهد: نحن بدأنا أمس، و باقي ست محاضرات.
الوالد و أسامة: على خير نشوفكم، بنشوفكم المساء.
شوفوا يا جماعة الخير، هي الدورة سبع محاضرات، أنا راحت عليّ أول وحدة، و حضرت ثلاثة، و ثلاثة غبت عنهم كنت بستكتشف دوائر حكومية في الكرك!
اتصلت على محمد عين، و قالّي تعال بكرا على الإمتحان، قلتله تمام إن شاء الله، و الساعتين التدريب تدربتهم في نفس يوم إمتحان النظري.
وصلت على قاعة الإمتحان، ركزوا في التفاصيل شوي، في مراقبين إثنين، و الإمتحان ورقي، القاعة جاي بالعرض، الشباب بتجلس في الصفوف من اليسار، و البنات من اليمين، راح أحاول أرسملكم المنظر -يا رب تكون الرسوم واضحة-.
في البداية كان المنظر بهذا الشكل:
********* 👮♂️🪑👮♂️ ********* (هذا أنا 😎)
🙋♀️🙋♀️🙋♀️🪑🪑🪑🪑🪑🙋♂️🙋♂️🙋♂️🙋♂️
🙋♀️🙋♀️🙋♀️🪑🪑🪑🪑🪑🙋♂️🙋♂️🙋♂️🙋♂️
🙋♀️🙋♀️🙋♀️🪑🪑🪑🪑🪑🙋♂️😎🙋♂️🙋♂️
🙋♀️🙋♀️🙋♀️🪑🪑🪑🪑🪑🙋♂️🙋♂️🙋♂️🙋♂️
🙋♀️🙋♀️🙋♀️🪑🪑🪑🪑🪑🙋♂️🙋♂️🙋♂️🙋♂️
ثم دخل محمد عين على القاعة، و قعد قعدة العمدة الكبير بين الشرطيين و قالّي: يا شب، تعال أقعد قدّامي، و حرفياً قعّدني في الكرسي لحالي في النص! و صارت القعدة في هذا الشكل:
********* 👮♂️🤴👮♂️ ********* (هذا محمد عين 🤴)
🙋♀️🙋♀️🙋♀️🪑🪑😎🪑🪑🙋♂️🙋♂️🙋♂️🙋♂️
🙋♀️🙋♀️🙋♀️🪑🪑🪑🪑🪑🙋♂️🙋♂️🙋♂️🙋♂️
🙋♀️🙋♀️🙋♀️🪑🪑🪑🪑🪑🙋♂️🙋♂️🙋♂️🙋♂️
🙋♀️🙋♀️🙋♀️🪑🪑🪑🪑🪑🙋♂️🙋♂️🙋♂️🙋♂️
🙋♀️🙋♀️🙋♀️🪑🪑🪑🪑🪑🪑🙋♂️🙋♂️🙋♂️
فأنا تطلعت فيه و قلتله: عمّو والله منظري غلط طالع، راح محمد عين بادر و جاب كم شخص يقعدوا وراي، و صار المنظر بهذا الشكل:
********* 👮♂️🤴👮♂️ *********
🙋♀️🙋♀️🙋♀️🪑🪑😎🪑🪑🙋♂️🙋♂️🙋♂️🙋♂️
🙋♀️🙋♀️🙋♀️🪑🪑🙋♂️🪑🪑🙋♂️🙋♂️🙋♂️🙋♂️
🙋♀️🙋♀️🙋♀️🪑🪑🙋♂️🪑🪑🪑🙋♂️🙋♂️🙋♂️
🙋♀️🙋♀️🪑🪑🪑🙋♀️🪑🪑🪑🙋♂️🙋♂️🙋♂️
🙋♀️🙋♀️🪑🪑🪑🙋♀️🪑🪑🪑🙋♂️🙋♂️🙋♂️
بدأ الإمتحان، خمس دقائق، بلا مبالغة، خمس دقائق فقط لا غير، محمد عين يناظرني و يقولّي: يا شب، خلصت حلّ؟ قلتله بعدني، قالّي استعجل ورانا شغل.
الموضوع ما احتاج إلا خمس دقائق إضافية، محمد عين قالي: هات ورقتك خلّصْنا، بكل ثقة، محمد عين استلم ورقتي، حطها على طاولة الشرطي إللي جنبه و قاله كلمة وحدة فقط: نجّحه! و طلع!
شفتوا لما كانوا يقولولنا: اشتغل على نفسك لغاية ما تصير إنت الواسطة، والله حسيت فيها في هذه اللحظة، الثقة رهيبة.
خلّص الكل امتحان، سلّموا الورق، علامة النجاح كانت 85%، بدأ الشرطي يقول الأسماء:
- أحمد محمد: ناجح 90%.
- ميحد حمد: ناجح 96%.
- مدحت صالح: راسب 80%.
- سارة حمّاد: ناجحة 88%.
- أسامة حباشنة: ناجح 🤣🤣، لا نسبة ولا هم يحزنون.
سحبت حالي و طلعت عند محمد عين عشان أبشره إني نجحت، عطاني نظرة إن: بالله عليك نجحت؟ لا و أنا بكل ثقة بقوله: والله نجحت 🤡🤡.
المهم، ناظرني و قالّي: باقي إمتحان الشارع، عمّو الجو اليوم شوب (حَرّ)، تعال الأسبوع الجاي إن شاء الله 😎☀
و قد كان، جيت يوم الإثنين و رحت عند محمد عين، نزل معاي على ميدان الإختبار، تطلع في شرطي الفحص، قالّه فاضي؟ قاله: لأ يا سيدي، محمد عين بنفس الثقة تبعت الأسبوع الماضي بقوله: خذ هالشب نجّحه 😁😁.
طلعت في السيارة، و بدأ الشرطي:
شرطي الفحص: إسمك؟
أسامة: أسامة حباشنة
شرطي الفحص: أول مرة أشوف كركي لابس شورت!
أسامة: هذا اسمه برمودا، تحت الركبة، بصلّي فيه.
شرطي الفحص: شورت هذا يا عمو!
أسامة: اسمه برمودا مش شورت.
شرطي الفحص: إنت وين عايش يا عمّو؟
أسامة: في أبوظبي.
شرطي الفحص: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه إنتوا تبعون الخليج بتيجوا تتفلسفوا علينا 🤡
أسامة في سرّه: لا حول ولا قوة إلا بالله، يعدّي على خير هاليوم بس.
طلعت في السيارة، عدلت الكرسي و المرايات و لبست حزام الأمان، و أسوق، و أسوق، داخل ميدان النادي الملكي للسيارات، إجت إشارة حمراء قدامي، قطعتها و كملت سواقة ولا كأني شفتها، خـــــــــــــــلاص، واسطة يا كبير، خل عينك قوية الحمدلله، دوّار، دخلت الدوّار بدون لا إشارة ولا هم يحزنون، و الشرطي بتطلع فيني و بقول: الميدان للكركية 😁😁، شوي و لاقينا شرطيتين قاعدين على كرسي يفطروا، الشرطي قالي صفّ على جنب خل ننزل نوكل لقمة! و نزل والله شرطيين الفحص أكلوا معاهم لقمتين و رجعوا طلعوا في السيارة!
رجعت لأول الميدان، و قالّي صُفّ السيارة، صفيتها، قالّي طفيها، طفيتها، قالّي لف على اليمين، شغّلت السيارة، و لفّيت على اليمين، إللي هو منظري زي هذا المصري إللي بالفيديو:
طالعني شرطي الفحص و قالي: لأ، طفي السيارة، و إنزل إنت، و لف على اليمين برجليك 😁😁.
طفيت السيارة، و نزلت أنا، و لفيت على اليمين برجليّ.
شرطي الفحص: شو ودّي أقولك يا عمّو، ما هيّو واسطتك قاعد بتفرجّ علينا، ناجح يا عمّو ناجح، مبروك!
أسامة: الله يبارك فيك!
نزلت، شكرت محمد عين، و رحت أطبع الرخصة، و هنا بدأ الفيلم الحقيقي.
رحت على قسم خدمة العملاء عشان أطبع الرخصة، أعطيتها بطاقة الهوية و إيصال النجاح، سألتني سؤال واحد فقط: وين دفتر خدمة العَلَم (الخدمة الوطنية – الجيش)؟
بسسسسسسسسسسسسسسس
أعتقد إن من الأفضل أنزل التكلمة في تدوينة منفصلة لأنه القصة طويلة شوي و فيها أحداث كثيرة، بإذن الله الأسبوع الجاي تكون منشورة 🙂🙂.
المهم، الصورة التالية ليس لها أي علاقة في المقال، و لكنني سعيدٌ بها! (تصوير: أسامة حباشنة).

اترك رداً على دفتر خدمة العَلَم – مدونة أسامة بن زيد إلغاء الرد